کد مطلب:168228 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

مقتل وهب بن وهب
روی الشیخ الصدوق (ره) [1] فی أمالیه یصف جملة من وقائع فاجعة عاشوراء


وتتابع أصحاب الامام (ع) فی التقدّم إلی القتال والمبارزة قائلاً: (وبرز من بعده أی


من بعد یزید بن زیاد بن المهاصر، أبی الشعثاء الكندی (رض) وهب بن وهب، وكان نصرانیاً أسلم علی ید الحسین (ع) هو وأمّه، فاتّبعوه إلی كربلاء، فركب فرساً وتناول بیده عود الفسطاط (عمود الفسطاط)، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانیة، ثمّ أستؤسرفأتی به عمر بن سعد لعنه الله، فأمر بضرب عنقه، ورمی به إلی عسكر الحسین (ع)، وأخذت أمّه سیفه وبرزت،فقال لها الحسین (ع):

یا أُمَّ وهب! إجلسی فقد وضع اللّه الجهاد عن النساء، إنّك وابنك مع جدّی محمّد(ص) فی الجنّة.). [2] .


[1] يبدو أنّ العلامة المجلسي (ره) يذهب إلي أنّ وهب هذا هو نفسه: وهب بن عبدالله بن جبّاب الكلبي، فقد ذكر في البحار: 45: 16-17 قائلاً: «ثمّ برز من بعده - أي من بعد برير بن خضير الهمداني (رض) - وهب بن عبدالله بن حبّاب الكلبي، وقد كانت معه أمّه يومئذٍ، فقالت قم يا بنيَّ فانصر ابن بنت رسول الله! فقال: أفعل يا أماه ولاأقصر! فبرز و هو يقول:



إنْ تنكروني فأنا ابن الكلب

سوف تروني و ترون ضربي



وحملتي وصولتي في الحرب

أدرك ثأري بعد ثأر صحيي



و أدفع الكرب أمام الكرب

ليس جهادي في الوغي باللغب



ثمّ حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل منهم جماعة، فرجع الي أمّه و أمراته فوقف عليهما فقال: يا أمّاه! أرضيت؟ فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام!

فقالت امراته: بالله لاتفجعني في نفسك! فقالت أمّه: يا بنيّ لاتقبل قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن رسول الله فيكون غداً في القيامة شفيعاً لك بين يدي الله فرجع قائلاً:



إنــي زعـــيمٌ لك أمُّ وهبِ

بــالطعن فــيهم تــارة والضـرب



ضــرب غـلام مــؤمن بــالربِّ

حـتي يــذبق القـوم مــرَّ الحـربِ



إنــي امــرؤ ذو مــرَّة و عـصبِ

ولستُ بـــالخوّار عـــند النكب



حسبي إلهي من عليم حسبي

فلم يزل يقاتل حتي قتل تسعة عشر فارساً و إثني عشر راجلاً! (الي هنا راجع أيضاً: مناقب آل أبي طالب عليهم السلام: 4: 100-101) ثمّ قطعت يداه، فاخذت إمراته عمودا وأقبلت نحوه و هي نقول: فداك أبي و أمي! قاتل دون الطييبين حرم رسول الله. فأقبل كي يرّدها إلي النساء فأخذت بجانب ثوبه وقالت: لن أعود أو أموت معك!



فقال الحسين عليه السلام: جزيتم من أهل بيت خيراً! إرجعي إلي النساء رحمك الله. فانصرفت، وجعل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه، فذهبت إمراته تمسح الدّم عن وجهه، فبصربها شمر، فأمرغلاماً له فضربها بعمودٍ كان معه فشدخها و قتلها، وهي أوّل أمرأة قتلت في عسكر الحسين. ورأيت حديثاً: أنّ وهب هذا كان نصرانيّاً، فأسلم هو و امّه علي يدي الحسين عليه السلام، فقتل في المبارزة أربعة و عشرين راجلاً و إثني عشر فارساً، ثمَّ أخذ اسيرا، فاتي به عمر بن سعد فقال: ما اشد صولتك!؟ ثمّ أمر فضربت عنقه، ورمي برأسه إلي عسكر ابن سعد فأصابت به رجلا فقتلته، ثمّ شدّت بعمود الفسطاط فقتلت رجلين، فقال لها الحسين: إرجعي يا أمَّ وهب، إنَّك وابنك مع رسول الله، فإنّ الجهاد مرفوع عن النساء. فرجعت وهي تقول: إلهي لاتقطع رجائي! فقال لها الحسين عليه السلام: لايقطع الله رجاك يا امَّ وهب!».

ويلاحظ المتتبّع أنّ هناك خلطاً في بعض المصادر التأريخية بين قصة عبدالله بن عمير الكلبي (رض) و بين قصة وهب بن وهب (رض)، خصوصاً في رجزها وفي طريقة مقتل زوجة عبدالله بن عمير (رض) أمّ وهب، وقتل زوجة وهب، علي يد رستم غلام شمر.

[2] امالي الصدوق: 137 المجلس: 30، حديث رقم 1.